*عبدالأمير داود
من يتابع المشهد البحريني ثقافياً سيصاب بالتأكيد بالاحباط
هذا اقل شيئ من تداعيات النظرة الأولى ان كانت عميقه !
فأن تكتب عن الاشكالية الثقافية يعني انك اما تلتزم بالمنهج العلمي لتفتح افق جديد على المستوى الحل
او تكون جزء اخر من المشكلة ان ادعيت تفهم كم نظرية حولها وكم بحث وكتاب حولها؟
لأن الكثير اليوم يتحدث ويكتب ويعمل ثقافياً وما أن تتعمق في كل ما حركوه وبثوه ونشروه !
ستجده اما فوضى تزيد من المشهد الفوضوائي اكثر واكثر
او تيه يزيد من تيه المجتمع أعمق واعمق
ومما يزيد هنا بالطبع من عمق الجهل وتجذر التخلف وتسيد اللامنهجية في كل ساحاته وفضاءاته المتنوعة
وكل ذلك يحصل والسبب هو دخول الساحات الثقافية من موقع الهاوي والواجب اللاعلمي ولا المهني والتخصصي
لا من موقع المحترف والمهني والمتخصص وللمتضلع والممارس لها كفن واستنباط واتقان ووفلسفة
وبعد ذلك يحصل ما يحصل ويحدث مايحدث من انتكاسات وانكسارات وهزائم وانحرافات وتخلف وتجهيل
ويمر الحدث بعد ذلك دون تمحيص ونقد ووقفة نقدية جادة هدفها من نحن وأين نسير؟
ومراقبة من الذين يتصدون للتربية والتنشئة والبناء ؟
الم يقل الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه ان الدعوة لسبيله يجب ان تكون وفق الحكمة ومنطقها وفلسفتها وآلياتها وقيمها ؟
حينما قال بسمه تعالى ( قل أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) صدق الله العلي العظيم
فكيف اذن نجد اليوم الهواة والمتطفلين واشباه المثقفين في مواقع خطيرة من العمل التغييري المجتمعي من الثقافة؟
في مواقع تمثل العقل الذي يبدع ويصيغ ويشكل ؟
ولا احد يرفع الصوت عالياً او يتحدث من موقع الضمير والمسؤولية ؟
لعل شيئ يحدث!
للأسف ما نشاهده من تراجع في المشهد الثقافي في البحرين هو نتيجة تسليم زمام الثقافة لمن هب ودب ولكل من تصفح بضع صفحات من هنا وهناك او حفظ مصطلح هنا او مفهوم هناك؟
في حين ان العمل الثقافي يعد هو من اخطر الساحات
بإعتبار انه من يرسم المستقبل ويحدد مآلاته
ومن جهة اخرى هو الذي يصيغ العقول والمعرفة والخطابات ويضبط كل ايقاعات التحديات والتطلعات والأولويات!
لذلك يتطلب منا هنا وقفه جادة وتاريخية كي لا نجتر الاخطاء مرة اخرى
ولكي لا تكون في الوجدان والوعي ان المشكلة بمثابة عارض بسيط لا يستحق هذا الضجيج والعويل الناقد!.
0 التعليقات:
إرسال تعليق